الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ ٱلْمُنَافِقُونَ وَٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ وَٱلْمُرْجِفُونَ فِي ٱلْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَآ إِلاَّ قَلِيلاً } * { مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوۤاْ أُخِذُواْ وَقُتِّلُواْ تَقْتِيلاً } * { سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً }

قوله تعالى: {... يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبَهنَّ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن الجلباب الرداء، قاله ابن مسعود والحسن.

الثاني: أنه القناع؛ قاله ابن جبير.

الثالث: أنه كل ثوب تلبسه المرأة فوق ثيابها، قاله قطرب.

وفي إدناء جلابيبهن عليهن قولان:

أحدهما: أن تشده فوق رأسها وتلقيه فوق خمارها حتى لا ترى ثغرة نحرها، قاله عكرمة.

الثاني: أن تغطي وجهها حتى لا تظهر إلا عينها اليسرى، قاله عَبيدة السلماني.

{ ذَلِكَ أَدْنَى أن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ } فيه وجهان:

أحدهما: ليعرفن من الإماء بالحرية.

الثاني: يعرفن من المتبرجات بالصيانة. قال قتادة: كانت الأمة إذا مرت تناولها المنافقون بالأذى فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء.

قوله: { لَّئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } فيهم قولان:

أحدهما: أنهم الزناة، قاله عكرمة والسدي.

الثاني: أصحاب الفواحش والقبائح، قاله سلمة بن كهيل.

وفي قوله: { لَّئِن لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ } قولان:

أحدهما: عن إيذاء نساء المسلمين قاله الكلبي.

الثاني: عن إظهار ما في قلوبهم من النفاق، قاله الحسن وقتادة.

{ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ } فيهم ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنهم الذين يكاثرون النساء ويتعرضون لهن، قاله السدي.

الثاني: أنهم الذين يذكرون من الأخبار ما يضعف به قلوب المؤمنين وتقوى به قلوب المشركين قاله قتادة.

الثالث: أن الإرجاف التماس الفتنة، قاله ابن عباس، وسيت الأراجيف لاضطراب الأصواب بها وإفاضة الناس فيها.

{ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: معناه لنسلطنك عليهم، قاله ابن عباس.

الثاني: لنعلمنك بهم، قاله السدي.

الثالث: لنحملنك على مؤاخذتهم، وهو معنى قول قتادة.

{ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إلاَّ قَلِيلاً } قيل بالنفي عنها، وقيل الذي استثناه ما بين قوله لهم اخرجوا وبين خروجهم.

قوله: { سُنَّةُ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: يعني سنته فيهم أن من أظهر الشرك قتل، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: سنته فيهم أن من زَنَى حُد،وهو معنى قول السدي.

الثالث: سنته فيهم أن من أظهر النفاق أبعد، قاله قتادة.

{ ولَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً } فيه وجهان:

أحدهما: يعني تحويلاً وتغييراً، حكاه النقاش.

الثاني: يعني أن من قتل بحق فلا دية له على قاتله، قاله السدي.