الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } * { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } * { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً }

قوله تعالى: { اذْكُرُواْ اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً } فيه قولان:

أحدهما: ذاكروه بالقلب ذكراً مستديماً يؤدي إلى طاعته واجتناب معصيته.

الثاني: اذكروا الله باللسان ذكراً كثيراً، قاله السدي. وروى مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " مَن عَجَزَ عَنِ اللَّيْلِ أَن يُكَابِدَهُ، وَجَبُنَ عَنِ العَدُوِّ أَن يُجَاهِدَهُ، وَبَخِلَ بِالمَالِ أَن يُنفِقَهُ فَلْيَكْثِرْ ذِكْرَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلّ " وفي ذكره هنا وجهان:

أحدها: الدعاء له والرغبة إليه، قاله ابن جبير.

الثاني: الإقرار له بالربوبية والاعتراف له بالعبودية.

قوله: { وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأصِيلاً } قال قتادة صلاة: الصبح والعصر، قال الأخفش: والأصيل ما بين العصر والليل. وقال الكلبي: الأصيل صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء.

وفي التسبيح هنا ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه التسبيح الخاص الذي هو التنزيه.

الثاني: أنه الصلاة.

الثالث: أنه الدعاء، قاله جرير.

فلا تنس تسبيح الضُّحى إن يونسا   دعا ربه فانتاشه حين سبحا.
قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُم وَمَلآئِكَتُهُ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أنه ثناؤه، قاله أبو العالية.

الثاني: كرامته، قاله سفيان.

الثالث: رحمته، قاله الحسن.

الرابع: مغفرته، قاله ابن جبير.

وفي صلاة الملائكة قولان:

أحدهما أنه دعاؤهم، قاله أبو العالية.

الثاني: استغفارهم، قاله مقاتل بن حيان.

{ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: من الكفر إلى الإيمان، قاله مقاتل.

الثاني: من الضلالة إلى الهدى، قاله عبد الرحمن بن زيد.

الثالث: من النار إلى الجنة.