الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُسْلِمِينَ وَٱلْمُسْلِمَاتِ وَٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْقَانِتَاتِ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلصَّادِقَاتِ وَٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّابِرَاتِ وَٱلْخَاشِعِينَ وَٱلْخَاشِعَاتِ وَٱلْمُتَصَدِّقِينَ وَٱلْمُتَصَدِّقَاتِ وٱلصَّائِمِينَ وٱلصَّائِمَاتِ وَٱلْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَٱلْحَافِـظَاتِ وَٱلذَّاكِـرِينَ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱلذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }

قوله عز وجل: { إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } سبب نزول هذه الآية ما رواه يحيى بن عبد الرحمن عن أم سلمة قالت: يا رسول الله ما للرجال يذكرون في القرآن ولا تذكر النساء؛ فنزلت { إنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ } - الآية وفيها قولان:

أحدهما: يعني بالمسلمين والمسلمات المتذللين والمتذللات. وبالمؤمنين والمؤمنات المصدقين والمصدقات.

الثاني: أنهما في الدين، فعلى هذا في الإسلام والإيمان قولان:

أحدهما: أنهما واحد في المعنى وإن اختلفا في الأسماء.

الثاني: أنهما مختلفان على قولين:

أحدهما: أن الإسلام الإقرار باللسان، والإيمان التصديق به، قاله الكلبي.

الثاني: أن الإسلام هو اسم الدين والإيمان هو التصديق به والعمل عليه.

{ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتاتِ } فيه وجهان:

أحدهما: المطيعين والمطيعات، قاله ابن جبير.

الثاني: الداعين والداعيات.

{ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ } فيه وجهان:

أحدهما: الصادقين في إيمانهم والصادقات، قاله ابن جبير.

الثاني: في عهودهم.

{ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ } فيه وجهان:

أحدهما: على أمر الله ونهيه، قاله ابن جبير.

الثاني: في البأساء والضراء.

{ والْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: المتواضعين والمتواضعات، قاله ابن جبير.

الثاني: الخائفين والخائفات: قاله يحيى بن سلام وقتادة.

الثالث: المصلين والمصليات، قاله الكلبي.

{ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ } فيه وجهان:

أحدهما: المتصدقين والمتصدقات بأنفسهم في طاعة الله.

الثاني: بأموالهم. ثم فيه وجهان:

أحدهما: المؤدين الزكوات المفروضات.

الثاني: المتطوعين بأداء النوافل بعد المفروضات، قاله ابن شجرة.

{ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ } فيه وجهان:

أحدهما: الإمساك عن المعاصي والقبائح.

الثاني: عن الطعام والشراب وهو الصوم الشرعي. وفيه وجهان:

أحدهما: صوم الفرض.

الثاني: شهر رمضان وثلاثة أيامٍ من كل شهر، قاله ابن جبير. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " صَومُ الشَّهْرِ وَثَلاَثَةُ أَيَّامٍ يُذْهِبْنَ وَغْرَ الصَّدْرِ ".

{ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ } فيه وجهان:

أحدهما: عن الفواحش.

الثاني: أنه أراد منافذ الجسد كلها فيحفظون أسماعهم عن اللغو والخنا، وأفواههم عن قول الزور وأكل الحرام. وفروجهم عن الفواحش.

{ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ } فيهم ثلاثة أوجه:

أحدها: باللسان قاله يحيى بن سلام.

الثاني: التالون لكتابه، قاله ابن شجرة.

الثالث: المصلين والمصليات، حكاه النقاش.

{ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجَرْاً عَظِيماً } لعلمهم، قاله ابن جبير، قال قتادة: وكانت هذه الآية أول آية نزلت في النساء فذكرن بخير.