الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا ٱلْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } * { وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً }

قوله عز وجل: { يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشةٍ مُّبَيِّنَةٍ } فيها قولان:

أحدهما: الزنى، قاله السدي.

الثاني: النشوز وسوء الخلق، قاله ابن عباس.

{ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ } فيه قولان:

أحدهما: أنه عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، قاله قتادة.

الثاني: أنهما عذابان في الدنيا لعظم جرمهن بأذية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال مقاتل: حدّان في الدنيا غير السرقة.

وقال أبو عبيدة والأخفش: الضعفان أن يجعل الواحد ثلاثة، فيكون عليهن ثلاثة حدود لأن ضعف الواحد اثنان فكان ضِعْفا الواحد ثلاثة.

وقال ابن قتيبة: المراد بالضعف المثل فصار المراد بالضعفين المثلين.

وقال آخر: إذا كان ضعف الشيء مثليه وجب بأن يكون ضعفاه أربعة أمثاله.

قال سعيد بن جبير: فجعل عذابهن ضعفين، وجعل على من قذفهن الحد ضعفين.

{ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً } أي هيناً.

قوله عز وجل: { وَمَن يَقْنُتْ مِنُكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ } أي تُطِع الله ورسوله والقنوت الطاعة.

{ وَتَعْمَلُ صَالِحاً } أي فيما بينها وبين ربها.

{ نُؤْتِهَا أَجرَهَا مَرَّتِين } أي ضعفين، كما كان عذابها ضعفين. وفيه قولان:

أحدهما: أنهما جميعاً في الآخرة.

الثاني: أن أحدهما في الدنيا والآخر في الآخرة.

{ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } فيه وجهان:

أحدهما: في الدنيا، لكونه واسعاً حلالاً.

الثاني: في الآخرة وهو الجنة.

{ كَرِيماً } لكرامة صاحبه، قاله قتادة.