الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِّنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُواْ ٱلْفِتْنَةَ لآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُواْ بِهَآ إِلاَّ يَسِيراً } * { وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ لاَ يُوَلُّونَ ٱلأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ ٱللَّهِ مَسْئُولاً } * { قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { قُلْ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }

قوله تعالى: { وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِم مِّنْ أَقْطَارِهَا } أي لو دخل على المنافقين من أقطار المدينة ونواحيها.

{ ثُمَّ سُئِلُواْ الْفِتْنَةَ لأَتَوهَا } فيه وجهان:

أحدهما: ما تلبثوا عن الإجابة إلى الفتنة إلا يسيراً، قاله ابن عيسى.

الثاني: ما تلبثوا بالمدينة إلا يسيراً حتى يعدموا، قاله السدي.

قوله: { وَلَقَدْ كَانُواْ عَاهَدُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ } الآية، فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنهم عاهدوه قبل الخندق وبعد بدر، قاله قتادة.

الثاني: قبل نظرهم إلى الأحزاب، حكاه النقاش.

الثالث: قبل قولهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا.

وحكي عن ابن عباس أنهم بنو حارثة.

{ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً } يحتمل وجهين:

أحدهما مسئولاً عنه للجزاء عليه.

الثاني: للوفاء به.

قوله تعالى: { قُل مَن الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّن اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً }.

فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: إن أراد بكم هزيمة أو أراد بكم نصراً، حكاه النقاش.

الثاني: إن أراد بكم عذاباً، أو أراد بكم خيراً، قاله قتادة.

الثالث: إن أراد بكم قتلاً أو أراد بكم توبة، قاله السدي.