الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآئِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } * { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }

قوله تعالى: { وَلَقْدَ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكَتِابَ فَلاَ تَكُن فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَائِهِ } فيه خمسة أقاويل:

أحدها: فلا تكن يا محمد في شك من لقاء موسى ولقد لقيته ليلة الإسراء روى أبو العالية الرياحي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رَأيتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي مُوسَى بْنَ عمرانَ رَجُلاً طُوَالاً جَعْداً كَأَنَّهُ مِن رِجَالِ شَنُوءَةَ. وَرَأَيْتُ عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ رَجُلاً مَرْبُوعَ الخَلْقِ إِلَى الحُمْرَةِ وَالبَيَاضِ سَبْطَ الرَّأُسِ " قال أبو العالية قد بين الله ذلك في قوله: { وَاسْأَلْ مِنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا }.

الثاني: فلا تكن يا محمد في شك من لقاء موسى في القيامة وستلقاه فيها.

الثالث: فلا تكن في شك من لقاء موسى في الكتاب، قاله مجاهد والزجاج.

الرابع: فلا تكن في شك من لقاء الأذى كما لقيه موسى، قاله الحسن.

الخامس: فلا تكن في شك من لقاء موسى لربه حكاه النقاش.

{ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } فيه وجهان:

أحدهما: جعلنا موسى، قاله قتادة.

الثاني: جعلنا الكتاب، قاله الحسن.

قوله تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنهُمْ أَئِمَةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } فيه وجهان:

أحدهما: أنهم رؤساء في الخير تبع الأنبياء، قاله قتادة.

الثاني: أنهم أنبياء، وهو مأثور.

{ لَمَّا صَبَرُواْ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: على الدنيا، قاله سفيان.

الثاني: على الحق، قاله ابن شجرة.

الثالث: على الأذى بمصر لما كلفوا ما لا يطيقون، حكاه النقاش.

{ وَكَانُوا بِئَايَاتِناَ } يعني بالآيات التسع { يُوقِنُونَ } أنها من عند الله.

قوله: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ } الآية فيها وجهان:

أحدهما: يعني بين الأنبياء وبين قومهم، حكاه النقاش.

الثاني: يقضي بين المؤمنين والمشركين فيما اختلفوا فيه من الإيمان والكفر، قاله يحيى بن سلام.