الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ } * { أَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ ٱلْمَأْوَىٰ نُزُلاً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأْوَاهُمُ ٱلنَّارُ كُلَّمَآ أَرَادُوۤاْ أَن يَخْرُجُواُ مِنْهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ }

قوله تعالى: { أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً } المؤمن هنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه والفاسق عقبة بن أبي معيط قال ابن عباس: سابّ عقبة علياً فقال أنا أبسط منك لساناً وأحدّ منك سناناً وأملأ منك حشواً فقال له علي كرم الله وجهه: ليس كما قلت يا فاسق فنزلت، فيهما هذه الآية.

{ لاَ يَسْتَوُونَ } قال قتادة: لا والله لا يستوون لا في الدينا ولا عند الموت ولا في الآخرة.

قوله تعالى: { وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ } أما العذاب الأدنى ففي الدنيا وفيه سبعة أقاويل:

أحدها: أنها مصائب الدنيا في الأنفس والأموال، قاله أُبي.

الثاني: القتل بالسيف، قاله ابن مسعود.

الثالث: أنه الحدود،قاله ابن عباس.

الرابع: القحط والجدب، قاله إبراهيم.

الخامس: عذاب القبر، قاله البراء بن عازب ومجاهد.

السادس: أنه عذاب الدنيا كلها، قاله ابن زيد.

السابع: أنه غلاء السعر والأكبر خروج المهدي، قاله جعفر الصادق.

ويحتمل ثامناً: أن العذاب الأدنى في المال، والأكبر في الأنفس.

والعذاب الأكبر عذاب جهنم في الآخرة.

{ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: يرجعون إلى الحق، قاله إبراهيم.

الثاني: يتوبون من الكفر، قاله ابن عباس.