الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ }

قوله: { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } يحتمل وجهين:

أحدهما: أن قيامها مختص بعلمه.

الثاني: أن قيامها موقوف على إرادته.

{ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ } فيما يشاء من زمان ومكان.

{ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ } فيه وجهان:

أحدهما: من ذكر وأنثى، سليمٍ وسقيم.

الثاني: من مؤمن وكافر وشقي وسعيد.

{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } فيه وجهان:

أحدهما: من خير أو شر.

الثاني: من إيمان أو كفر.

{ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } فيه وجهان:

أحدهما: على أي حكم تموت من سعادة أو شقاء، حكاه النقاش.

الثاني: في أي أرض يكون موته ودفنه وهو أظهر. وقد روى أبو مليح عن أبي عزة الهذلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إِذَا أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى قَبْضَ رُوحٍ عَبْدٍ بَأَرْضٍ جَعَلَ إِلَيْهَا حَاجَةً فَلَمْ يَنْتهِ حَتَّى يُقَدِمَهَا " ، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم { إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ } إلى قوله: { بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ }.

وقال هلال بن إساف: ما من مولود يولد إلا وفي سرته من تربة الأرض التي يدفن فيها.

{ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } يحتمل وجهين:

أحدهما: عليم بالغيب خبير بالنية.

الثاني: عليم بالأعمال خبير بالجزاء.

ويقال إن هذه الآية نزلت في رجل من أهل البادية يقال له الوارث بن عمرو بن حارثة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن امرأتي حبلى فأخبرني ماذا تلد، وبلادنا جدبة فأخبرني متى ينزل الغيث، وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى تقول الساعة؟ فنزلت هذه الآية، والله أعلم.