الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ الۤـمۤ } * { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْحَكِيمِ } * { هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ }

قوله: { الم. تِلْكَ ءَايَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: المحكم أَحكمت آياته بالحلال والحرام والأحكام. قاله يحيى بن سلام.

الثاني: المتقن لا يأيته الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو قريب من المعنى الأول، قاله ابن شجرة.

الثالث: البين أنه من عند الله، قاله الضحاك.

الرابع: أنه يظهر من الحكمة بنفسه كما يظهره الحكيم بقوله، قاله ابن عيسى.

قوله تعالى: { هُدًى } فيه وجهان:

أحدهما: هدى من الضلالة، قاله الشعبي.

الثاني: هدى إلى الجنة، قاله يحيى بن آدم.

{ وَرَحْمَةً } فيه وجهان:

أحدهما: أن القرآن رحمة من العذاب لما في من الزجر عن استحقاقه وهو وجهان:

أحدهما: أنه خرج مخرج النعت بأنه هدى ورحمة.

الثاني: أنه خرج مخرج المدح بأن فيه هدى ورحمة.

{ لِلْمُحْسِنِينَ } وفي الإحسان ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه الإيمان الذي يحسن به إلى نفسه، قاله ابن شجرة.

الثاني: أنه الصلة والصلاة، قاله الحسن.

الثالث: ما روى عمر بن الخطاب قال: بينما أنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فقال: يا رسول الله ما الإحسان؟ قال: " أًن تَخْشَى اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِن لَّمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ. وَتُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحبُ لِنَفْسِكَ " قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟ قال: " نعم " قال الرجل: صدقت. ثم انطلق الرجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عَلَيَّ بِالرَّجُلِ ". فطلبناه فلم نقدر عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللَّهُ أَكْبَرُ ذَلِكَ جِبْرِيلُ عَلَيِهِ السَّلاَمُ أَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَكُم أَمُورَ دِينِكُم ".

قوله تعالى: { أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِن رَّبِّهِم } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: على نور من ربهم، قاله ابن عباس.

الثاني: على بينة، قاله ابن جبير.

الثالث: على بيان، قاله يحيى بن سلام.

{ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: بمعنى السعداء، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: المنجحون، قاله ابن شجرة.

الثالث: الناجحون، قاله النقاش.

الرابع: أنهم الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربواْ، قاله ابن عباس.