الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }

قوله تعالى: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ } قال ابن عباس: الكفار.

{ مَا لَبِثواْ غَيْرَ سَاعَةٍ } فيه قولان:

أحدهما: في الدنيا استقلالاً لأجل الدنيا لما عاينوا من الآخرة، قاله قتادة.

الثاني: في قبورهم ما بين موتهم ونشورهم، قاله يحيى بن سلام.

{ كَذلِكَ } أي هكذا، قاله ابن جبير.

{ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: يكذبون في الدنيا، قاله قتادة.

الثاني: يصدون في الدنيا عن الإيمان بالبعث. قاله يحيى بن سلام.

قوله: { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ } فيهم وجهان:

أحدهما: أنهم الملائكة، قاله الكلبي.

الثاني: أهل الكتاب.

{ وَالإِيمَانَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: الإيمان بالكتاب المتقدم من غير تحريف له ولا تبديل فيه.

الثاني: الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم.

{ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لقد لبثتم في علم الله، قاله الفراء.

الثاني: لقد لبثتم بما بيانه في كتاب الله، قاله ابن عيسى.

الثالث: أن في الكلام تقديماً وتأخيراً تقديره: { وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ } في كتاب الله والإيمان { لَقَدْ لَبِثْتُم إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ } قاله قتادة.

وفي { لَبِثْتُمْ } قولان:

أحدهما: لبثوا في قبورهم.

الثاني: في الدنيا أحياء وفي قبورهم أموات.

{ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ } يعني الذي كذبتم به في الدنيا.

{ وَلكِنَّكُمْ كِنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ } أي لا تعلمون في الدنيا أن البعث حق وقد علمتم الآن أنه حق.

قوله: { فَيَومَئِذٍ } يعني يوم القيامة.

{ لاَ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ } أي عذرهم الذي اعتذروا به في تكذيبهم.

{ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لا يعاتبون على سيئاتهم، قاله النقاش.

الثاني: لا يستتابون، قاله بعض المتأخرين.

الثالث: لا يطلب منهم العتبى وهو أن يُرَدُوا إلى الدنيا لِيُعْتَبُوا أي ليؤمنوا،قاله يحيى بن سلام.