الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ ٱلْقِيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } * { مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } * { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْكَافِرِينَ }

قوله تعالى: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ } فيه وجهان:

أحدهما: أقم وجهك للتوحيد، قاله السدي.

الثاني: استقم للدين المستقيم بصاحبه إلى الجنة، قاله ابن عيسى.

{ مِن قَبْلِ يَأَتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ } يعني يوم القيامة.

{ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ } قال ابن عباس: معناه يتفرقون قال الشاعر:

وكنا كندماني جذيمة حقبةً   من الدهر حتى قيل له يتصدعا
أي لن يتفرقا.

ويحتمل وجهاً ثانياً: أنه ما يصدعهم يوم القيامة من أهوال.

وفيه قولان:

أحدهما: يتفرقون في عرصة القيامة فريق في الجنة وفريق في السعير، قاله قتادة.

الثاني: يتفرق المشركون وآلهتهم في النار، قاله الكلبي.

قوله: {... فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ } فيه تأويلان:

أحدهما: يسوون المضاجع في القبور، قاله مجاهد.

الثاني: يوطئون في الدنيا بالقرآن وفي الآخرة بالعمل الصالح، قاله يحيى بن سلام.