الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِي ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { قُلْ سِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ }

قوله: { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } في { الفَسَادِ } أربعة أقاويل:

أحدها: الشرك، قاله السدي.

الثاني: ارتكاب المعاصي، قاله أبو العالية.

الثالث: قحط المطر، قاله يحيى بن سلام.

الرابع: فساد البر: قتل ابن آدم أخاه، وفساد البحر: أخذ السفينة غصباً.

ويحتمل خامساً: أن ظهور الفساد ولاة السوء.

{ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ } هنا أربعة أقاويل:

أحدها: أن البر الفيافي والبحر القرى، قاله عكرمة، وقال: إن العرب تسمي الأمصار البحار.

الثاني: البر أهل العمود والبحر أهل القرى والريف، قاله قتادة.

الثالث: أن البر بادية الأعراب، قاله الضحاك والبحر الجزائر؛ قاله عطاء.

الرابع: أن البر ما كان من المدن والقرى على غير نهر، والبحر ما كان على شط نهر، قاله ابن عباس.

وللمتعمقين في غوامض المعاني وجهان:

أحدهما: أن البر النفس والبحر القلب.

الثاني: أن البر اللسان والبحر القلب. لظهور ما على اللسان وخفاء ما في القلب. وهو بعيد.

{ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } قال السدي: بما عملواْ من المعاصي واكتسبوا من الخطايا.

{ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا } من المعاصي جزاءً معجلاً في الدنيا وجزاءً مؤجلاً في الآخرة فصار عذاب الدنيا بعض الجزاء.

{ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: يرجعون عن المعاصي، قاله أبو العالية.

الثاني: يرجعون إلى حق، قاله إبراهيم.

الثالث: يرجع من بعدهم، قاله الحسن.