الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ } * { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } * { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } * { وَإِذَآ أَذَقْنَا ٱلنَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُواْ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ ٱللَّهَ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ }

قوله: { أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: يعني كتاباً، قاله الضحاك.

الثاني: عذراً، قاله قتادة.

الثالث: برهاناً، وهو معنى قول السدي وعطاء.

الرابع: رسولاً، حكاه ابن عيسى محتملاً.

{ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: معناه يخبر به.

الثاني: يحتج له.

قوله: { وَإِذَآ أَذَقْنا النَّاسَ رَحْمَةً } فيها وجهان:

أحدهما: أنها العافية والسعة، قاله يحيى بن سلام.

الثاني: النعمة والمطر، حكاه النقاش.

ويحتمل أنها الأمن والدعة.

{ فَرِحُواْ بِهَا } أي بالرحمة.

{ وَإِن تُصِبْهُمْ سِيِّئَةً } فيها وجهان:

أحدهما: بلاء وعقوبة، قاله مجاهد.

الثاني: قحط المطر، قاله السدي.

ويحتمل ثالثاً: أنها الخوف والحذر.

{ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } أي بذنوبهم.

{ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: أن القنوط اليأس من الرحمة والفرج، قاله الجمهور.

الثاني: أن القنوط ترك فرائض الله في اليسر، قاله الحسن.