الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } * { وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ }

قوله تعالى: { وَمِن ءَايَاتِهِ يُرِيكُمْ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم، قاله قتادة.

الثاني: خوفاً من الصواعق وطمعاً في الغيث، قاله الضحاك.

الثالث: خوفاً من البرد أن يهلك الزرع وطمعاً في المطر أن يحيي الزرع، حكاه يحيى بن سلام.

الرابع: خوفاً أن يكون البرق برقاً خُلّباً لا يمطر وطمعاً أن يكون ممطراً، ذكره ابن بحر، وأنشد قول الشاعر:

لا يكن برقك برقاً خُلّباً   إن خير البرق ما الغيث معه
والعرب يقولون: إذا توالت أربعون برقة مطرت وقد أشار المتنبي إلى ذلك بقوله:
فقد أرد المياه بغير زادٍ   سوى عَدّي لها بَرْق الغمام
قوله تعالى: { وَمِنْ ءَآيَاتِهِ أنْ تَقُومَ السَّمَآءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ } فيه وجهان:

أحدهما: أن تكون.

الثاني: أن تثبت.

{ بِأَمْرِهِ } فيه وجهان:

أحدهما: بتدبيره وحكمته.

الثاني: بإذنه لها أن تقوم بغير عمد.

{ ثُمَّ إِذا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنْ الأَرْضِ } أي وأنتم موتى في قبوركم.

{ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } أي من قبوركم مبعوثين إلى القيامة. قال قتادة: دعاهم من السماء فخرجوا من الأرض.

ثم فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه أخرجهم بما هو بمنزلة الدعاء وبمنزلة قوله كن فيكون، قاله ابن عيسى.

الثاني: أنهم أخرجهم بدعاء دعاهم به، قاله قتادة.

الثالث: أنه أخرجهم بالنفخة الثانية وجعلها دعاء لهم. ويشبه أن يكون قول يحيى بن سلام.