الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِيۤ أَنفُسِهِمْ مَّا خَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ بِلِقَآءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ } * { أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } * { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ ٱلسُّوۤأَىٰ أَن كَذَّبُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ }

قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ فِي أَنفُسِهِم مَّا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَواتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ } يحتمل أربعة أوجه:

أحدها: بالعدل.

الثاني: بالحكمة.

الثالث: إلا ما استحق عليهم الطاعة والشكر.

والرابع: قاله الفراء، معناه إلا للحق يعني الثواب والعقاب.

{ وَأَجَلِ مُّسَمًّى } فيه وجهان:

أحدهما: قيام الساعة، قاله ابن عباس.

الثاني: وهو محتمل أنه أجل كل مخلوق على ما قدر له.

فدل ذل على أمرين:

أحدهما: دل به على الفناء وعلى أن لكل مخلوق أجلاً.

الثاني: نبه على ثواب المحسن وعقاب المسيء.

قوله تعالى: { ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ أَسَآءُواْ } قال ابن عباس: كفرواْ.

{ السُّوأَى } فيه وجهان:

أحدهما: جهنم، قاله السدي.

الثاني: العذاب في الدنيا والآخرة، قاله الحسن.

وفي الفرق بين الإساءة والسوء وجهان:

أحدهما: أن الإساءة إنفاق العمر في الباطل، والسوء إنفاق رزقه في المعاصي.

الثاني: أن الإِساءَة فعل المسيء والسوء الفعل مما يسوء.

{ أَن كَذَّبُواْ } لأن كذبواْ.

{ بِئَايَاتِ اللَّهِ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، قاله الكلبي.

الثاني: بالعذاب أن ينزل بهم، قاله مقاتل.

الثالث: بمعجزات الرسل، قاله الضحاك.

{ وَكَانُواْ بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ } أي بالآيات.