الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ لَن تَنَالُواْ ٱلْبِرَّ حَتَّىٰ تُنْفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون } في البر ثلاثة تأويلات:

أحدهما: أن البر ثواب الله تعالى.

والثاني: أنه فعل الخير الذي يستحق به الثواب.

والثالث: أن البر الجنة، وهو قول السدي.

وفي قوله تعالى: { حَتَّى تُنفِقُواْ } ثلاثة أقاويل:

أحدها: في الصدقات المفروضات، وهو قول الحسن.

والثاني: في جميع الصدقات فرضاً وتطوعاً، وهو قول ابن عمر.

والثالث: في سبيل الخير كلها من صدقة وغيرها.

وروى عمرو بن دينار قال: لما نزلت هذه الآية { لَن تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } جاء زيد بن حارثة بفرس له يقال لها (سَبَل) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: تَصَدَّقْ بهذه يا رسول الله، فأعطاها ابنه أسامة، فقال: يا رسول الله إنما أردت أن أتصدق بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قَدْ قُبِلَتْ صَدَقَتُك ".