الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلنَّبِيِّيْنَ لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوۤاْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَٱشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُمْ مِّنَ ٱلشَّاهِدِينَ } * { فَمَنْ تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذٰلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

قوله تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَآ ءَاتَيْتُكُم مِن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ } في الميثاق قولان:

أحدهما: أنه أخذ ميثاق النبيين أن يأخذوا على قومهم بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول علي، وابن عباس، وقتادة، والسدي.

والثاني: أنه أخذ ميثاقهم ليؤمنن بالآخرة، وهذا قول طاووس.

{ ثُمَّ جَآءَكُم رَسُولٌ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم.

{ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ } يعني من التوارة، والإنجيل.

{ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُم وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي } والإصر: العهد، وفيه تأويلان:

أحدهما: معناه: قبلتم على ذلك عهدي.

والثاني: أخذتم على المُتَّبِعِين لكم عهدي.

{ قَالُوا: أَقْرَرْنَا. قَالَ: فَاشْهَدُواْ } يعني على أممكم بذلك.

{ وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ } عليكم، وعليهم.