الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذْ قَالَتِ ٱلْمَلاۤئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ ٱسْمُهُ ٱلْمَسِيحُ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَمِنَ ٱلْمُقَرَّبِينَ } * { وَيُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكَ ٱللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }

قوله تعالى: { إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ: يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ } وفي تسميته بالمسيح قولان:

أحدهما: لأنه مُسِحَ بالبركة، وهذا قول الحسن وسعيد.

والثاني: أنه مُسِحَ بالتطهر من الذنوب.

قوله تعالى: { وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ } وفي سبب كلامه في المهد قولان:

أحدهما: لتنزيه أمه مما قُذِفَتْ به.

والثاني: لظهور معجزته.

واختلفوا هل كان في وقت كلامه في المهد نبياً على قولين:

أحدهما:كان في ذلك الوقت نبياً لظهور المعجزة منه.

والثاني: أنه لم يكن في ذلك الوقت نبياً وإنما جعل الله ذلك تأسيساً لنبوتّه.

والمهد: مضجع الصبي، مأخوذ من التمهيد.

ثم قال تعالى: { وَكَهْلاً } وفيه قولان:

أحدهما: أن المراد بالكهل الحليم، وهذا قول مجاهد.

والثاني: أنه أراد الكهل في السنّ.

واختلفوا: بلوغ أربع وثلاثين سنة.

والثاني: أنه فوق حال الغلام ودون حال الشيخ، مأخوذ من القوة من قولهم اكتهل البيت إذ طال وقوي.

فإن قيل فما المعنى في الإخبار بكلامه كهلاً وذلك لا يستنكر؟ ففيه قولان:

أحدها: أنه يكلمهم كهلاً بالوحي الذي يأتيه من الله تعالى.

والثاني: انه يتكلم صغيراً في المهد كلام الكهل في السنّ.