قوله عز وجل: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ } يعني حظاً لأنهم علموا بعض ما فيه. { يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ } في الكتاب الذي دعوا إليه قولان: أحدهما: أنه التوراة، دعي إليها اليهود فأبوا، قاله ابن عباس. والثاني: القرآن، لأن ما فيه موافق لما في التوراة من أصول الدين، قاله الحسن وقتادة. وفي قوله تعالى: { لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ } ثلاثة أقاويل: أحدها: نبوة النبي صلى الله عليه وسلم. والثاني: أمر إبراهيم وأن دينه الإِسلام. والثالث: أنه حد من الحدود. { ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ } قال ابن عباس: هذا الفريق المتولي هم زعماء يهود بني قينقاع: النعمان بن أوفى، وبحري بن عمرو بن صوريا تولوا عنه في حد الزنى لما أخبرهم أنه الرجم، ورجم اليهوديين الزانيين. فإن قيل: التولِّي عن الشيء هو الإعراض عنه، قيل: معناه يتولَّى عن الداعي ويعرض عما دُعِيَ إليه. قوله عز وجل: {... قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ } هذا من قول اليهود، واختلفوا فيها على ثلاثة أقاويل: أحدها: أنها الأيام التي عبدوا فيها العجل وهي أربعون يوماً، قاله قتادة، والربيع. والثاني: أنها سبعة أيام، وهذا قول الحسن. والثالث: أنها متقطعة لانقضاء العذاب فيها، وهذا قول بعض المتأخرين. { وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } فيه قولان: أحدهما: هو قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه، قاله قتادة. والثاني: هو قولهم لن تمسنا النار إلا أياماً معدودات، قاله مجاهد.