الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ } * { ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ }

قوله عز وجل: { الصَّابِرِينَ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: الصابرين عما نهوا عنه من المعاصي.

والثاني: يعني في المصائب.

والثالث: الصائمين.

ويحتمل رابعاً: الصابرين عما زُيِّن للناس من حب الشهوات.

{ وَالصَّادِقِينَ } فيه وجهان:

أحدهما: في قولهم.

والثاني في القول والفعل والنيَّة، والصدق في القول: الإخبار بالحق، والصدق في الفعل: إتمام العمل، والصدق في النية: إمضاء العزم.

{ وَالْقَانِتِينَ } فيه تأويلان:

أحدهما: يعني المطيعين، قاله قتادة.

والثاني: معناه القائمون على العبادة، قاله الزجاج.

{ والْمُنفِقِينَ } فيه تأويلان:

أحدهما: في الجهاد.

والثاني: في جميع البِرِّ.

{ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بالأْسْحَارِ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها يعني المصلين بالأسحار، قاله قتادة.

والثاني: أنهم المستغفرون قولاً بالأسحار يسألون الله تعالى المغفرة، قاله ابن عمر، وابن مسعود وأنس بن مالك.

والثالث: أنهم يشهدون الصبح في جماعة، قاله زيد بن أسلم. والسحر من الليل هو قبيل الفجر.