الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِٱلْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ ٱللَّهِ يَكْفُرُونَ } * { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } * { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

قوله: { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً ءَآمِناً } قال عبد الرحمن بن زيد: هي مكة وهم قريش أمنهم الله بها.

{ وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ } قال الضحاك: يقتل بعضهم بعضاً ويسبي بعضهم بعضاً فأذكرهم الله بهذه النعمة ليذعنوا له بالطاعة.

{ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: أفبالشرك، قاله قتادة.

الثاني: بإبليس، قاله يحيى بن سلام.

{ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: بعافية الله، قاله ابن عباس.

الثاني: بعطاء الله وإحسانه، قاله ابن شجرة.

الثالث: ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الهدى، قاله يحيى بن سلام.

الرابع: بإطعامهم من جوع وأمنهم من خوف، حكاه النقاش، وهذا تعجب وإنكار خرج مخرج الاستفهام.

قوله تعالى: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً } بأن جعل لله شريكاً أو ولداً.

{ أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: بالتوحيد، قاله السدي.

الثاني: بالقرآن، قاله يحيى بن سلام.

الثالث: بمحمد صلى الله عليه وسلم، قاله ابن شجرة.

{ مَثْوًى... } أي مستقراً.

قوله: { وَالَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا } فيه أربعة أوجه:

أحدها: قاتلوا المشركين طائعين لنا.

الثاني: جاهدوا أنفسهم في هواها خوفاً منا.

الثالث: اجتهدوا في العمل بالطاعة والكف عن المعصية رغبة في ثوابنا وحذراً من عقابنا.

الرابع: جاهدوا أنفسهم في التوبة من ذنوبهم.

{ لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: يعني الطريق إلى الجنة، قاله السدي.

الثاني: نوفقهم لدين الحق، حكاه النقاش.

الثالث: معناه الذين يعملون بما يعلمون يهديهم لما لا يعلمون، قاله عباس أبو أحمد.

الرابع: معناه لنخلصنّ نياتهم وصدقاتهم وصلواتهم وصيامهم، قاله يوسف بن أسباط.

{ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } أي في العون لهم، الله أعلم.