الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُواْ لَوْلاۤ أُوتِيَ مِثْلَ مَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ أَوَلَمْ يَكْفُرُواْ بِمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ مِن قَبْلُ قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } * { قُلْ فَأْتُواْ بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ هُوَ أَهْدَىٰ مِنْهُمَآ أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَآءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي ٱلْقَوْمَ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ ٱلْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }

قوله تعالى: {... قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَاهَرَا } قرأ الكوفيون سحران، فمن قرأ ساحران ففيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: موسى ومحمد عليهما السلام، وهذا قول مشركي العرب، وبه قال ابن عباس والحسن.

الثاني: موسى وهارون عليهما السلام وهذا قول اليهود لهما في ابتداء الرسالة، قاله ابن جبير ومجاهد وأبو زيد.

الثالث: عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول اليهود اليوم، وبه قال قتادة.

ومن قرأ سحران ففيه ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها التوارة والقرآن، قاله عاصم الجحدري والسدي.

الثاني: التوراة والإنجيل، قاله إسماعيل وأبو مجلز.

الثالث: الإنجيل والقرآن، قاله قتادة.

{ قَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ } يعني بما ذكره على اختلاف الأقاويل وفي قائل ذلك قولان:

إحداهما: اليهود.

الثاني: قريش.

قوله: { وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمْ الْقَوْلَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: معناه بيَّنا لهم القول، قاله السدي.

الثالث: أتبعنا بعضه بعضاً، قاله علي بن عيسى.

وفي { الْقَوْلَ } وجهان:

أحدهما: أن الخبر عن الدنيا والآخرة، قاله ابن زيد.

الثاني: إخبارهم بمن أهلكنا من قوم نوح بكذا وقوم صالح بكذا وقوم هود بكذا.

{ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: يتذكرون محمداً فيؤمنوا به، قاله ابن عباس.

الثاني: يتذكرون فيخافون أن ينزل بهم ما نزل بمن قبلهم، قاله ابن عيسى.

الثالث: لعلهم يتعظون بالقرآن عن عبادة الأوثان، حكاه النقاش.