الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يٰأَيُّهَا ٱلْملأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يٰهَامَانُ عَلَى ٱلطِّينِ فَٱجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّيۤ أَطَّلِعُ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ مِنَ ٱلْكَاذِبِينَ } * { وَٱسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى ٱلنَّارِ وَيَوْمَ ٱلْقِيامَةِ لاَ يُنصَرُونَ } * { وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ ٱلدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ القِيَامَةِ هُمْ مِّنَ ٱلْمَقْبُوحِينَ }

قوله: { وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي } قال ابن عباس: كان بينها وبين قوله { أنا ربكم الأعلى } أربعون سنة.

{ فأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانَ عَلَى الطِّينِ } قال قتادة: هو أول من طبخ الآجر.

{ فَاجْعَلَ لِّي صَرْحاً } الصرح القصر العالي. قال قتادة: هو أول من صنع له الصرح.

{ لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى } الآية. فحكى السدي أن فرعون صعد الصرح ورمى نشابه نحو السماء فرجعت إليه متلطخة دماً: قد قتلت إِله موسى.

قوله تعالى: { فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ } قال قتادة: بحر يقال له أساف من وراء مصر غرقهم الله فيه.

قوله: { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً } يعني فرعون وقومه، وفيه وجهان:

أحدهما: زعماء يُتْبَعُونَ على الكفر.

الثاني: أئمة يأتم بهم ذوو العبر ويتعظ بهم أهل البصائر.

{ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ } فيه وجهان:

أحدهما: يدعون إلى عمل أهل النار.

الثاني: يدعون إلى ما يوجب النار.

قوله: { وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً } فيه وجهان:

أحدهما: يعني خزياً وغضباً.

الثاني: طرداً منها بالهلاك فيها.

{ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: من المقبحين بسواد الوجوه وزرقة الأعين، قاله الكلبي.

الثاني: من المشوهين بالعذاب، قاله مقاتل.

الثالث: من المهلكين، قاله الأخفش وقطرب.

الرابع: من المغلوبين، قاله ابن بحر.