الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ }

قوله: { أَمَّن جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً } أي جعلها مستقراً.

{ وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً } أي في مسالكها ونواحيها أنهار جارية ينبت بها الزرع ويحيي به الخلق.

{ وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ } يعني جبالاً هي لها ماسكة والأرض بها ثابتة.

{ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَينِ حَاجِزاً } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: بحر السماء والأرض، قاله مجاهد.

الثاني: بحر فارس والروم، قاله الحسن.

الثالث: بحر الشام والعراق، قاله السدي.

الرابع: العذب والمالح، قاله الضحاك.

والحاجز المانع من اختلاط أحدهما بالآخر فيه وجهان:

أحدهما: حاجزاً من الله لا يبغي أحدهما على صاحبه، قاله قتادة.

الثاني: حاجزاً من الأرض أن يختلط أحدهما بالآخر، حكاه قتادة.

{ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لا يعقلون، قاله ابن عباس.

الثاني: لا يعلمون توحيد الله، حكاه النقاش.

الثالث: لا يتفكرون، حكاه ابن شجرة.