الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } * { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ }

قوله تعالى: { فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } فيه قولان:

أحدهما: كافر ومؤمن، قاله مجاهد.

الثاني: مصدق ومكذب، قاله قتادة.

وفيم اختصموا؟ فيه قولان:

أحدهما: أن تقول كل فرقة نحن عل الحق دونكم.

الثاني: اختلفوا أتعلمون أن صالحاً مرسل من ربه، قاله مجاهد.

قوله: { قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ } فيه قولان:

أحدهما: بالعذاب قبل الرحمة، قاله مجاهد، لقولهم { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ }.

الثاني: بالبلاء قبل العافية، قاله السدي.

{ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: بالكفاية.

الثاني: بالإِجابة.

قوله: { قَالُواْ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } أي تشاءَمنا بك وبمن معك مأخوذ من الطيرة، وفي تطيرهم به وجهان:

أحدهما: لافتراق كلمتهم، قاله ابن شجرة.

الثاني: للشر الذي نزل بهم، قاله قتادة.

{ قَالَ طَآئِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ } فيه وجهان:

أحدهما: مصائبكم عند الله، قاله ابن عباس، لأنها في سرعة نزولها عليكم كالطائر.

الثاني: عملكم عند الله، قاله قتادة، لأنه في صعوده إليه كالطائر.

{ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: تبتلون بطاعة الله ومعصيته، قاله قتادة.

الثاني: تصرفون عن دينكم الذي أمركم الله به وهو الإسلام، قاله الحسن.