الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } * { وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ } * { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } * { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } * { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } * { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } * { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } * { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

قوله تعالى: { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُم وَالْغَاوُونَ } فيها أربعة أوجه:

أحدها: معناه جمعوا فيها النار، قاله ابن عباس.

الثاني: طرحوا فيها على وجوههم، قاله ابن زيد، وقطرب.

الثالث: نكسوا فيها على رؤؤسهم، قاله السدي، وابن قتيبة.

الرابع: قلب بعضهم على بعض، قاله اليزيدي، قال الشاعر:

يقول لهم رسول الله لما   قذفناهم كباكب في القَليب
{ هُم وَالْغَاوُونَ } يعني الآلهة التي يعبدون.

وفي الغاوين قولان:

أحدهما: المشركون، قاله ابن عباس.

الثاني: الشياطين، قاله قتادة.

{ وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } فيهم قولان:

أحدهما: أنهم أعوانه من الجن.

الثاني: أتباعه من الإنس.

قوله تعالى: { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } فيهم قولان:

أحدهما: الملائكة.

الثاني: من الناس.

{ وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } فيه وجهان:

أحدهما: أنه الشقيق: قاله مجاهد.

الثاني: القريب النسيب، يقال حم الشيء إذا قرب ومنه الحمى لأنها تقرب الأجل، قال قيس بن ذريح:

لعل لبنى اليوم حُمّ لقاؤها   وببعض بلاء إِنَّ ما حُمَّ واقِعُ
وقال ابن عيسى: إنما سمي القريب حميماً لأنه يحمى بغضب صاحبه، فجعله مأخوذاً من الحمية، وقال قتادة: يذهب الله يومئذٍ مودة الصديق، ورقة الحميم.