الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلاَ تَدْعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلْمُعَذَّبِينَ } * { وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ } * { وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } * { وَتَوكَّلْ عَلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلرَّحِيمِ } * { ٱلَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } * { وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّاجِدِينَ } * { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ }

قوله تعالى: { الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: حين تقوم في الصلاة، قاله ابن عباس.

الثاني: حين تقوم من فراشك ومجلسك، قاله الضحاك.

الثالث: يعني قائماً وجالساً وعلى حالاتك كلها، قاله قتادة.

الرابع: يعني حين تخلو، قاله الحسن، ويكون القيام عبارة عن الخلوة لوصوله إليها بالقيام عن ضدها.

قوله تعالى: { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } فيه ستة تأويلات:

أحدها: من نبي إلى نبي حتى أخرجك نبياً، قاله ابن عباس.

الثاني: يرى تقلبك في صلاتك وركوعك وسجودك، حكاه ابن جرير.

الثالث: أنك ترى تقلبك في صلاتك من خلفك كما ترى بعينك من قدامك، قاله مجاهد.

الرابع: معناه وتصرفك في الناس، قاله الحسن لتقلبه في أحواله وفي أفعاله.

الخامس: تقلب ذكرك وصفتك على ألسنة الأنبياء من قبلك.

السادس: أن معنى قوله { الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ } إذا صليت منفرداً { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ } إذا صليت في الجماعة، قاله قتادة.

ويحتمل سابعاً: الذي يراك حين تقوم لجهاد المشركين، { وَتَقَلُّبَكَ في السَّاجِدِينَ } فيما تريد به المسلمين وتشرعه من أحكام الدين.