الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } * { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ }

قوله تعالى: { وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } فيه عشرة تأويلات:

أحدها: أنه الرطب اللين، قاله عكرمة.

الثاني: المذنب من الرطب، قاله ابن جبير.

الثالث: أنه الذي ليس فيه نوى، قاله الحسن.

الرابع: أنه المتهشم المتفتت إذا مس تفتّت، قاله مجاهد.

الخامس: المتلاصق بعضه ببعض، قاله أبو صخر.

السادس: أنه الطلع حين يتفرق ويخضر، قاله الضحاك.

السابع: اليانع النضيج، قاله ابن عباس.

الثامن: أنه المتنكر قبل أن ينشق عنه القشر، حكاه ابن شجرة، قال الشاعر:

كأن حمولة تجلى عليه   هضيم ما يحس له شقوقُ
التاسع: أنه الرخو، قال الحسن.

العاشر: أنه اللطيف، قاله الكلبي.

ويحتمل أن يكون الهضيم هو الهاضم المريء.

والطلع اسم مشتق من الطلوع وهو الظهور، ومنه طلوع الشمس والقمر والنبات.

قوله تعالى: { فَرِهِينَ } قرأ بذلك أبو عمرو، وابن كثير، ونافع، وقرأ الباقون { فَارِهِينَ } بالألف فمن قرأ { فَرِهِينَ } ففي تأويله ستة أوجه:

أحدها: شرهين، قاله مجاهد.

الثاني: معجبين، قاله خصيف.

الثالث: آمنين، قاله قتادة.

الرابع: فرحين، حكاه ابن شجرة.

الخامس: بطرين أشرين، قاله ابن عباس.

السادس: متخيرين، قاله الكلبي. ومنه قول الشاعر:

إلى فره يماجدُ كلَّ أمْرٍ   قصدت له لأختبر الطّباعَا
ومن قرأ: { فَارِهِينَ } ففي تأويله أربعة أوجه:

أحدها: معناه كيّسين قاله الـ.

الثاني: حاذقين: قاله أبو صالح، مأخوذ من فراهة الصنعة، وهو قول ابن عباس.

الثالث: قادرين، قاله ابن بحر.

الرابع: أنه جمع فارِه، والفاره المرح، قاله أبو عبيدة، وأنشد لعدي بن الرقاع الغنوي:

لا أستكين إذا ما أزمة أزمت   ولن تراني بخير فاره اللبب
أي من اللبب.