الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ عَادٌ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ } * { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } * { وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِيۤ أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ } * { أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ } * { وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }

قوله تعالى: { أَتَبْنُونَ بَكُلِّ رِيعٍ } فيه ستة تأويلات:

أحدها: أن الريع الطريق، قاله السدي، ومنه قول المسيب بن علي:

في الآل يخفضها ويرفعها   ريع يلوح كأنه سحل
السحل: الثوب الأبيض، شبه الطريق به.

الثاني:أنه الثنية الصغيرة، قاله مجاهد.

الثالث: أنه السوق، حكاه الكلبي.

الرابع: أنه الفج بين الجبلين، قاله مجاهد.

الخامس: أنه الجبال، قاله أبو صخر.

السادس: أنه المكان المشرف من الأرض، قاله ابن عباس، قال ذو الرمة:

طِراق الخوافي مشرق فوق ريعهِ   ندى ليله في ريشه يترقرق
{ ءَايةٍ تَعْبَثُونَ } في آية ثلاثة أوجه:

أحدها: البنيان، قاله مجاهد.

الثاني: الأعلام، قاله ابن عباس.

الثالث: أبراج الحمام، حكاه ابن أبي نجيح.

وفي العبث قولان:

أحدها: اللهو واللعب، قاله عطية.

الثاني: أنه عبث العشّارين بأموال من يمر بهم، قاله الكلبي.

قوله تعالى: { وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ } فيها ثلاثة أقاويل:

أحدها: القصور المشيدة، قاله مجاهد، ومنه قول الشاعر:

تركنا ديارهم منهم قفاراً   وهَدّمنا المصانع والبُروجا
الثاني: أنها مآجل الماء تحت الأرض، قاله قتادة، ومنه قول لبيد

:
بَلينا وما تبلى النجوم الطوالع   وتبقى الجبال بعدنا والمصانع
الثالث: أنها بروج الحمام، قاله السدي.

{ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ } أي كأنكم تخلدون باتخاذكم هذه الأبينة، وحكى قتادة:

أنها في بعض القراءات: كأنكم خالدون.

قوله تعالى: { وَإذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أقوياء، قاله ابن عباس.

الثاني: هو ضرب السياط، قاله مجاهد.

الثالث: هو القتل بالسيف في غير حق، حكاه يحيى بن سلام.

وقال الكبي: هو القتل على الغضب.

ويحتمل رابعاً: أنه المؤاخذة على العمد والخطأ من غير عفو ولا إبقاء.