الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً } * { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً } * { وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَٱجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً }

قوله تعالى: { وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ } فيه سبعة تأويلات:

أحدها: أنه الشرك بالله، قاله الضحاك، وابن زيد.

الثاني: أنه أعياد أهل الذمة وشبهه،قال ابن سيرين هو الشعانين.

الثالث: أنه الغناء، قاله مجاهد.

الرابع: مجالس الخنا، قاله عمرو بن قيس.

الخامس: أنه لعب كان في الجاهلية، قاله عكرمة.

السادس: أنه الكذب، قاله ابن جريج، وقتادة.

السابع: أنه مجلس كان يشتم فيه النبي صلى الله عليه وسلم،قاله خالد بن كثير.

ويحتمل ثامناً: أنه العهود على المعاصي.

{ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغوِ مَرُّواْ كِرَاماً } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: أنه ما كان يفعله المشركون من أذية المسلمين في أنفسهم وأعراضهم فيعرضوا عنهم وعن أذاهم، قاله مجاهد.

الثاني: أنهم إذا ذكروا النكاح كَنّوا عنه، حكاه العوّام.

الثالث: أنهم إذا ذكروا الفروج كَنّوا عنها، قاله محمد بن علي البافر رحمه الله.

الرابع: أنهم إذا مروا بإفك المشركين ينكروه،قاله ابن زيد.

الخامس: أن اللغو هنا المعاصي كلها، ومرهم بها كراماً إِعراضهم عنها، قاله الحسن.

ويحتمل سادساً: وإذا مروا بالهزل عدلوا عنه إلى الجد.

قوله تعالى: { وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُواْ بِئَايَاتِ رَبِّهِمْ } يحتمل وجهين:

أحدهما: بوعده ووعيده.

الثاني: بأمره ونهيه.

{ لَمْ يخِرُّواْ عَلَيْهَا صُمَّاً وَعُمْيَاناً } يعني سمعوا الوعظ فلم يصموا عنه وأبصروا الرشد فلم يعموا عنه بخلاف من أصمه الشرك عن الوعظ وأعماه الضلال عن الرشد.

وفي قوله: { لَمْ يَخِرُّواْ عَلَيْهَا } وجهان:

أحدهما: لم يقيموا، قاله الأخفش.

الثاني: لم يتغافلوا، قاله ابن قتيبة.

قوله تعالى: {... رَبَّنَا لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ } فيه وجهان:

أحدهما: أجعل أزواجنا وذرياتنا قرة أعين، قاله الكلبي.

الثاني: ارزقنا من أزواجنا ومن ذرياتنا أعواناً { قُرَّةَ أَعْيُنٍ } أي أهل طاعة تقر به أعيننا في الدنيا بالصلاح، وفي الآخرة بالجنة.

وفي قرة العين وجهان:

أحدهما: أن تصادف ما يرضيهما فتقر على النظر إليه دون غيره.

الثاني: أن القرّ البرد فيكون معناه برّد الله دمعها، لأن دمعة السرور باردة.

ودمعة [الحزن] حارة، وضد قرة العين سخنة العين، قاله الأصمعي.

{ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً } فيه خمسة أوجه:

أحدها: أمثالا، قاله عكرمة.

الثاني: رضاً، قاله جعفر الصادق.

الثالث: قادة إلى الخير، قاله قتادة.

الرابع: أئمة هدى يُهْتدى بنا، قاله ابن عباس.

الخامس: نأتم بمن قبلنا حتى يأتم بنا من بعدنا، قاله مجاهد.

وفي الآية دليل عل أن طلب الرياسة في الدين ندب.