الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } * { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } * { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً }

قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ } أي بسطه على الأرض وفيه وجهان:

أحدهما: أن الظل الليل لأنه ظل الأرض يقبل بغروب الشمس ويدبر بطلوعها.

الثاني: أنه ظل النهار بما حجب من شعاع الشمس.

وفي الفرق بين الظل والفيء وجهان:

أحدهما: أن الظل ما قبل طلوع الشمس والفيء ما بعد طلوعها.

الثاني: أن الظل ما قبل الزوال والفيء ما بعده.

{ ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا } يعني الظل، وفيه وجهان:

أحدهما: أنه قبض الظل بطلوع الشمس.

الثاني: بغروبها.

{ قَبْضاً يَسِيراً } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: سريعاً، قاله ابن عباس.

الثاني: سهلاً، قاله أبو مالك.

الثالث: خفياً، قاله مجاهد.

قوله تعالى: {... جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاساً } يعني غطاءً لأن يَسْتُرُ كمَا يستر اللباس.

{ وَالنَّوْمَ سُبَاتاً } فيه وجهان:

أحدهما: لأنه مسبوت فيه، والنائم لا يعقل كالميت، حكاه النقاش.

الثاني: يعني راحة لقطع العمل ومنه سمي يوم السب، لأنه يوم راحة لقطع العمل، حكاه ابن عيسى.

{ وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُوراً } فيه وجهان:

أحدهما: لانتشار الروح باليقظة فيه مأخوذ من النشر والبعث.

الثاني: لانتشار الناس في معايشهم، قاله مجاهد، وقتادة.