الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى ٱلْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً } * { فَقُلْنَا ٱذْهَبَآ إِلَى ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً } * { وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُواْ ٱلرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً } * { وَعَاداً وَثَمُودَاْ وَأَصْحَابَ ٱلرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً } * { وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ ٱلأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً } * { وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى ٱلْقَرْيَةِ ٱلَّتِيۤ أُمْطِرَتْ مَطَرَ ٱلسَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُواْ يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً }

قوله تعالى: { وَأَصْحَابَ الرَّسِّ } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: أن الرس المعدن، قاله أبو عبيدة. الثاني: أنه قرية من قرى اليمامة يقال له الفج من ثمود، قاله قتادة.

الثالث: أنه ما بين نجران واليمن إلى حضرموت، قاله بعض المفسرين.

الرابع: أنه البئر.

وفيها ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه بئر بأذربيجان، قاله ابن عباس.

الثاني: أنها البئر التي قتل فيها صاحب ياسين بأنطاكية الشام حكاه النقاش.

الثالث: أن كل بئر إذا حفرت ولم تطو فهي رس قال زهير:

بكرن بكوراً واستحرن بسحرة   فهن ووادي الرس كاليد في الفم
وفي أصحاب الرس أربعة أقاويل:

أحدها: أنهم قوم شعيب، حكاه بعض المفسرين.

الثاني: أنهم قوم رسوا نبيهم في بئر، قاله عكرمة.

الثالث: أنهم قوم كانوا نزولاً على بئر يعبدون الأوثان، وكانوا لا يظفرون بأحد يخالف دينهم إلا قتلوه ورسوه فيها، وكان الرس بالشام، قاله الضحاك.

الرابع: أنهم قوم أرسل الله إليهم نبياً فأكلوه وهم أول من عمل نساؤهم السحر، قاله الكلبي.

قوله تعالى: { وَلَقَدْ أَتَوْاْ عَلَى الْقَرْيَةِ } وهي سدوم قرية لوط.

{ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءٍ } الحجارة التي أُمطِرُوا بها، والذين أتوا عليها قريش.

{ أَفَلَمْ يَكُونُواْ يَرَوْنَهَا } أي يعتبرون بها.

{ بَلْ كَانُواْ لاَ يَرْجُونَ نَشُوراً } أي لا يخافون بعثاً.