الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } * { وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِٱلْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً } * { ٱلَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُوْلَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً }

قوله تعالى: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْءَانُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } في قائل ذلك من الكفار قولان:

أحدهما: أنهم كفار قريش، قاله ابن عباس.

الثاني: أنهم اليهود حين رأوا نزول القرآن مفرقاً، قالوا: هلا أُنزِل عليه جملة واحدة، كما أنزلت التوراة على موسى.

{ كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ } فيه وجهان:

أحدهما: لنشجع به قلبك، لأنه معجز يدل على صدقك، وهو معنى قول السدي.

الثاني: معناه كذلك أنزلناه مفرقاً لنثبته في فؤادك.

وفيه وجهان:

أحدهما: لأنه كان أمياً ولم ينزل القرآن عليه مكتوباً، فكان نزوله مفرقاً أَثبتَ في فؤاده، وأَعلَقَ بقلبه.

الثاني: لنثبت فؤادك باتصال الوحي ومداومة نزول القرآن، فلا تصير بانقطاع الوحي مستوحشاً.

{ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: ورسلناه ترسيلاً، شيئاً بعد شيء، قاله ابن عباس.

الثاني: وفرقناه تفريقاً، قاله إبراهيم.

الثالث: وفصلناه تفصيلاً، قاله السدي.

الرابع: وفسرناه تفسيراً، قاله ابن زيد.

الخامس: وبينَّاه تبييناً، قاله قتادة.

روي عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يَا ابْنَ عَبَّاسِ إِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَرِتّلْهُ تَرْتِيلاً " فقلت وما الترتيل؟، قال: " بَيِّنْهُ تَبْييناً وَلاَ تَبْتُرْهُ بَتْرَ الدقلِ، وَلاَ تهذه هذّ الشِّعرِ وَلاَ يَكُونُ هَمَّ أَحدِكُم آخِرَ السُّورَةِ ".