الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قَالَ ٱخْسَئُواْ فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } * { إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ ٱلرَّاحِمِينَ } * { فَٱتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ } * { إِنِّي جَزَيْتُهُمُ ٱلْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوۤاْ أَنَّهُمْ هُمُ ٱلْفَآئِزُونَ }

{ قَالَ اخْسَئُواْ فِيهَا } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: معناه اصغروا والخاسىء الصاغر، قاله الحسن، والسدي.

الثاني: أن الخاسىء الساكت الذي لا يتكلم، قاله قتادة.

الثالث: ابعدوا بعد الكلب، قاله ابن عيسى.

{ وَلاَ تُكَلِّمُونِ } فيه وجهان:

أحدهما: لا تكلمون في دفع العذاب عنكم.

الثاني: أنهم زجروا عن الكلام، غضباً عليهم، قاله الحسن، فهو آخر كلام يتكلم به أهل النار.

{ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيّاً } قرأ بضم السين نافع، وحمزة، والكسائي، وقرأ الباقون بكسرها. واختلف في الضم والكسر على قولين.

أحدهما: أنهما لغتان، ومعناهما سواء وهما من الهزء.

الثاني: أنها بالضم من السُخرة والاستعباد وبالكسر من السخرية والاستهزاء.