الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ذٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ } * { لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَىٰ ٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ }

قوله عز وجل: { ذلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَآئِرَ اللَّهِ } فيه وجهان:

أحدهما: فروض الله.

والثاني: معالم دينه، ومنه قول الكميت:

نقتلهم جيلاً فجيلاً نراهم   شعائر قربان بهم يتقرب
وفيها ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنها مناسك الحج، وتعظيمها إشعارها، وهو مأثور عن جماعة.

والثاني: أنها البُدن المشعرة، وتعظيمها استسمانها واستحسانها، وهو قول مجاهد.

والثالث: أنها دين الله كله، وتعظيمها التزامها، وهو قول الحسن.

{ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } قال الكلبي والسدي: من إخلاص القلوب.

ويحتمل عندي وجهاً آخر أنه قصد الثواب.

ويحتمل وجهاً آخر أيضاً: أنه ما أرضى الله تعالى:

قوله عز وجل: { لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن المنافع التجارة، وهذا قول من تأول الشعائر بأنها مناسك الحج، والأجل المسمى العود.

والثاني: أن المنافع الأجر، والأجل المسمى القيامة، وهذا تأويل من تأولها بأنها الدين.

والثالث: أن المنافع الركوب والدر والنسل، وهذا قول من تأولها بأنها الهَدْى فعلى هذا في الأجل المسمى وجهان:

أحدهما: أن المنافع قبل الإِيجاب وبعده، والأجل المسمى هو النحر، وهذا قول عطاء.

{ ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعتِيقِ } إن قيل إن الشعائر هي مناسك الحج ففي تأويل قوله: { ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ } وجهان:

أحدهما: مكة، وهو قول عطاء.

والثاني: الحرم كله محل لها، وهو قول الشافعي.

وإن قيل إن الشعائر هي الدين كله فيحتمل تأويل قوله: { ثم محلها إلى البيت العتيق } أن محل ما اختص منها بالأجر له، هو البيت العتيق.