الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } * { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ }

قوله عز وجل: { يأيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } في زلزلتها قولان:

أحدهما: أنها في الدنيا، وهي أشراط ظهورها، وآيات مجيئها.

والثاني: أنها في القيامة.

وفيها قولان:

أحدهما: أنها نفخ الصور للبعث.

والثاني: أنها عند القضاء بين الخلق.

{ يَوْمَ تَرَوْنَهَا } يعني زلزلة الساعة.

{ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } وفيه أربعة أوجه:

أحدها: تسلو كل مرضعة عن ولدها، قاله الأخفش.

والثاني: تشتغل عنه، قاله قطرب، ومنه قول عبد الله بن رواحة:

ضرباً يزيل الهام عن مقيله   ويذهل الخليل عن خليله
والثالث: تلهو عنه، قاله الكلبي، ومنه قول امرىء القيس:

أذاهِلٌ أنت عن سَلْماك لا برحت   أم لست ناسيها ما حنّت النيبُ
والرابع: تنساه، قاله اليزيدي، قال الشاعر:

تطاولت الأيام حتى نسيتها   كأنك عن يوم القيامة ذاهل
{ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } قال الحسن: تذهل الأم عن ولدها لغير فطام، وتلقي الحامل ما في بطنها لغير تمام.

{ وَتَرَى النَّاس سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى } قال ابن جريج: هم سكارى من الخوف، وما هم بسكارى من الشراب.