الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَزَكَرِيَّآ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنتَ خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } * { فَٱسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَارِعُونَ فِي ٱلْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُواْ لَنَا خاشِعِينَ }

{ رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْداً } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: خلياًمن عصمتك، قاله ابن عطاء.

الثاني: عادلاً عن طاعتك.

الثالث: وهو قول الجمهور يعني وحيداً بغير ولد.

{ وَأَنتَ خَيْرُ الَْوَارِثينَ } أي خير من يرث العباد من الأهل والأولاد، ليجعل رغبته إلى الله في الولد والأهل لا بالمال، ولكن ليكون صالحاً، وفي النبوة تالياً.

قوله تعالى: { فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهْبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } فيه وجهان:

أحدهما: أنها كانت عاقراً فَجُعَِلَتْ ولوداً. قال الكلبي: وَلَدَتْ له وهو ابن بضع وسبعين سنة.

والثاني: أنها كانت في لسانها طول فرزقها حُسْنَ الخَلْقِ، وهذا قول عطاء، وابن كامل.

{... يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } أي يبادرون في الأعمال الصالحة، يعني زكريا، وامرأته،ويحيى.

{ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً } فيه أربعة أوجه:

أحدها: رغباً في ثوابنا ورهباً من عذابنا.

الثاني: رغباً في الطاعات ورهباً من المعاصي.

والثالث: رغباً ببطون الأكف ورهباً بظهور الأكف.

والرابع: يعني طمعاً وخوفاً.

ويحتمل وجهاً خامساً: رغباً فيما يسعون من خير، ورهباً مما يستدفعون من شر.

{ وَكَانُواْ لَنَا خَاشِعِينَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: يعني متواضعين، وهذا قول ابن عباس.

والثاني: راغبين راهبين، وهو قول الضحاك.

والثالث: أنه وضع اليمنى على اليسرى، والنظر إلى موضع السجود في الصلاة.