الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِيۤ إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُوۤاْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ } * { ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ ٱلْوَعْدَ فَأَنجَيْنَاهُمْ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهْلَكْنَا ٱلْمُسْرفِينَ }

قوله عز وجل: { فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ } الآية. فيهم ثلاثة أوجه:

أحدها: أهل التوراة والإِنجيل، قاله الحسن، وقتادة.

الثاني: أنهم علماء المسلمين، قاله علي رضي الله عنه.

الثالث: مؤمنو أهل الكتاب، قاله ابن شجرة.

قوله تعالى: { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً... } الآية. فيه وجهان:

أحدهما: معناه وما جعلنا الأنبياء قبلك أجساداً لا يأكلون الطعام ولا يموتون فنجعلك كذلك، وذلك لقولهم:مَا هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } [المؤمنون: 24] قاله ابن قتيبة.

الثاني: إنما جعلناهم جسداً يأكلون الطعام وما كانواْ خالدين، فلذلك جعلناك جسداً مثلهم، قاله قتادة.

قال الكلبي: أو الجسد هو الجسد الذي فيه الروح ويأكل ويشرب، فعلى مقتضى هذا القول يكون ما لا يأكل ولا يشرب جسماً. وقال مجاهد: الجسد ما لا يأكل ولا يشرب، فعلى مقتضى هذا القول يكون ما يأكل ويشرب نفساً.