الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ هُمْ كَافِرُونَ } * { خُلِقَ ٱلإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُوْرِيكُمْ آيَاتِي فَلاَ تَسْتَعْجِلُونِ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { لَوْ يَعْلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لاَ يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلاَ عَن ظُهُورِهِمْ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } * { بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ }

قوله عز وجل: { خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ } فيه قولان:

أحدهما: أن المعنيّ بالإِنسان آدم، فعلى هذا في قوله: { مِنْ عَجَلٍ } ثلاثة تأويلات:

أحدها: أي معجل قبل غروب الشمس من يوم الجمعة وهو آخر الأيام الستة، قاله مجاهد والسدي.

الثاني: أنه سأل ربه بعد إكمال صورته ونفخ الروح في عينيه ولسانه أن يعجل إتمام خلقه وإجراء الروح في جميع جسده، قاله الكلبي.

الثالث: أن معنى { من عجل } أي من طين، ومنه قول الشاعر:

والنبع في الصخرة الصماء منبته   والنخل ينبت بين الماء والعجل
والقول الثاني: أن المعنى بالإِنسان الناس كلهم، فعلى هذا في قوله: { من عجل } ثلاثة تأويلات:

أحدها: يعني خلق الإِنسان عجولاً، قاله قتادة.

الثاني: خلقت العجلة في الإِنسان قاله ابن قتيبة.

الثالث: يعني أنه خلق على حُب العجلة.

والعجلة تقديم الشيء قبل وقته، والسرعة تقديمه في أول أوقاته.