الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ } * { لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ } * { بَلْ نَقْذِفُ بِٱلْحَقِّ عَلَى ٱلْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ ٱلْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } * { وَلَهُ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } * { يُسَبِّحُونَ ٱلَّيلَ وَٱلنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ }

قوله تعالى: { لَوْ أَرَدْنَا أَن نَتَّخِذَ لَهْواً } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: ولداً، قاله الحسن.

الثاني: أن اللهو النساء، قاله مجاهد. وقال قتادة: اللهو بلغة اهل اليمن المرأة. قال ابن جريج: لأنهم قالواْ: مريم صاحبته وعيسى ولده.

الثالث: أنه اللهو الذي هو داعي الهوى ونازع الشهوة، كما قال الشاعر:

ويلعينني في اللهو أن لا أحبه   وللهو داعٍ لبيب غير غافلِ
{ لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ } أي من عندنا إن كنا فاعلين. قال ابن جريج: لاتخذنا نساء وولداً من أهل السماء وما اتخذنا من أهل الأرض.

{ إِن كُنََّا فَاعِلِينَ } فيه وجهان:

أحدهما: وما كنا فاعلين، قاله ابن جريج.

الثاني: أنه جاء بمعنى الشرط، وتقدير الكلام لو كنا لاتخذناه بحيث لا يصل علمه إليكم.

قوله تعالى: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أن الحق الكلام المتبوع، والباطل المدفوع. ومعنى يدمغه أي يذهبه ويهلكه كالمشجوج تكون دامغة في أم رأسه تؤدي لهلاكه.

الثاني: أن الحق القرآن، والباطل إبليس.

الثالث: أن الحق المواعظ والباطل المعاصي، قاله بعض أهل الخواطر.

ويحتمل رابعاً: أن الحق الإِسلام، والباطل الشرك.

{ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ } فيه وجهان:

أحدهما: هالك،قاله قتادة.

الثاني: ذاهب، قاله ابن شجرة.

قوله عز وجل: { وَلاَ يَسْتَحْسِرُونَ } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: لا يملون، قاله ابن زيد.

الثاني: لا يعيون، قاله قتادة.

الثالث: لا يستنكفون،قاله الكلبي.

الرابع: لا ينقطعون، مأخوذ من الحسير وهو البعير المنقطع بالإِعياء، قال الشاعر:

بها جيف الحسرى فأما عظامها   فبيض وأما جلدها فصليب