الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ } * { فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنَآ إِذَا هُمْ مِّنْهَا يَرْكُضُونَ } * { لاَ تَرْكُضُواْ وَٱرْجِعُوۤاْ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } * { قَالُواْ يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } * { فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ }

قوله تعالى: { لَقَدْ أَنزَلنا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ } الآية. فيه خمسة تأويلات:

أحدها: فيه حديثكم، قاله مجاهد.

الثاني: مكارم أخلاقكم ومحاسن أعمالكم، قاله سفيان.

الثالث: شرفكم إن تمسكتم به وعملتم بما فيه، قاله ابن عيسى.

الرابع: ذكر ما تحتاجون إليه من أمر دينكم.

الخامس: العمل بما فيه حياتكم، قاله سهل بن عبدالله.

قوله تعالى: { فَلَمَّآ أَحَسُّواْ بَأْسَنآ } أي عيانواْ عذابنا.

{ إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: من القرية.

الثاني: من العذاب، والركض: الإِسراع.

قوله تعالى: { لاَ تَرْكُضُواْ وَارْجِعُواْ إِلى مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ } أي نعمكم، والمترف المنعم.

{ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لعلكم تسألون عن دنياكم شيئاً، استهزاء بهم، قاله قتادة.

الثاني: لعلكم تقنعون بالمسألة، قاله مجاهد.

الثالث: لتسألوا عما كنتم تعملون، قاله ابن بحر.

قوله تعالى: { فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ } يعني ما تقدم ذكره من قولهم { يا ويلنا إنا كنا ظالمين }.

{ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ } فيه قولان: أحدهما: بالعذاب، قاله الحسن.

الثاني: بالسيف، قال مجاهد: حتى قتلهم بختنصر.

والحصيد قطع الاستئصال كحصاد الزرع. والخمود: الهمود كخمود النار إذا أطفئت، فشبه خمود الحياة بخمود النار، كما يقال لمن مات قد طفىء تشبيهاً بانطفاء النار.