الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنَّمَآ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُمْ مُّسْلِمُونَ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ ءَاذَنتُكُمْ عَلَىٰ سَوَآءٍ وَإِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ } * { إِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلْجَهْرَ مِنَ ٱلْقَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ } * { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ } * { قَالَ رَبِّ ٱحْكُم بِٱلْحَقِّ وَرَبُّنَا ٱلرَّحْمَـٰنُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ }

قوله عز وجل: { فَإِن تَوَلَّواْ } يعني أعرضوا، وفيه وجهان:

أحدهما: عنك.

والثاني: عن القرآن.

{ فَقُلْ ءَاذَنْتَكُمْ عَلَى سَوآءٍ } فيه سبعة تأويلات:

أحدها: على امر بَيِّنٍ سَوِي، وهذا قول السدي.

والثاني: على مَهْل، وهذا قول قتادة.

والثالث: على عدل، وهذا قول الفراء.

والرابع: على بيان علانية غير سر، وهذا قول الكلبي.

والخامس: على سَواءٍ في الإِعلام يظهر لبعضهم ميلاً عن بعض، وهذا قول علي بن عيسى.

والسادس: استواء في الإِيمان به.

والسابع: معناه أن من كفر به فهم سواء في قتالهم وجهادهم، وهذا قول الحسن.

قوله عز وجل: { وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } فيه وجهان:

أحدهما: لعل تأخير العذاب فتنة لكم.

والثاني: لعل رفع عذاب الاستئصال فتنة لكم.

وفي هذه الفتنة ثلاثة أوجه:

أحدها: هلاك لكم.

والثاني: محنة لكم.

والثالث: إحسان لكم.

{ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ } فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: إلى يوم القيامة، وهذا قول الحسن.

والثاني: إلى الموت، وهذا قول قتادة.

والثالث: إلى أن يأتي قضاء الله تعالى فيهم.

قوله عز وجل: { قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ } فيه وجهان:

أحدهما: عجّل الحكم بالحق.

الثاني: معناه افصل بيننا وبين المشركين بما يظهر به الحق للجميع، وهذا معنى قول قتادة.

{ وَرَبُّنَا الرَّحَمنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ } فيه وجهان:

أحدهما: على ما تكذبون، قاله قتادة.

والثاني: على ما تكتمون، قاله الكلبي.

وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم إذا شهد قتالاً قرأ هذه الآية. والله أعلم.