الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ } * { كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَىٰ } * { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ }

قوله تعالى: { وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ } وفيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لا تكفروا به.

الثاني: لا تدّخرواْ منه لأكثر من يوم وليلة، قال ابن عباس: فدُوّد عليهم ما ادخروه، ولولا ذلك ما دَوّد طعام أبداً.

الثالث: لا تستعينوا برزقي على معصيتي.

{ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي } قرىء بضم الحاء وبكسرها ومعناه بالضم ينزل، وبالكسر يجب.

{ فَقَدْ هَوَى } فيه وجهان:

أحدهما: فقد هوى في النار.

الثاني: فقد هلك في الدنيا.

قوله عز وجل: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً } أي غفار لمن تاب من الشرك { وآمن } يعني بالله ورسوله و { عمل صالحاً } يريد العمل بأوامره والوقوف عند نواهيه.

{ ثُمَّ اهْتَدَى } فيه ستة تأويلات:

أحدها: ثم لم يشك في إيمانه، قاله ابن عباس.

الثاني: لزم الإِيمان حتى يموت، قاله قتادة.

الثالث: ثم أخذ بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، قاله الربيع بن أنس.

الرابع: ثم أصاب العمل، قاله ابن زيد.

الخامس: ثم عرف جزاء عمله من خير بثواب، أو شر بعقاب، قاله الكلبي.

السادس: ثم اهتدى في ولاية أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ثابت.