الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } * { ٱذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي } * { ٱذْهَبَآ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ } * { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ }

{ وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } يحتمل وجهان:

أحدهما: خلقتك، مأخوذ من الصنعة.

الثاني: اخترتك، مأخوذ من الصنيعة. { لِنَفْسِي } فيه وجهان:

أحدهما: لمحبتي.

الثاني: لرسالتي.

قوله تعالى: { وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكرِي } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: لا تفترا في ذكري، قال الشاعر:

فما ونى محمد مذ أن غفر   له الإله ما مضى وما غبر
الثاني: لا تضعفا في رسالتي، قاله قتادة.

الثالث: لا تبطنا، قاله ابن عباس.

الرابع: لا تزالا، حكاه أبان واستشهد بقول طرفة:

كأن القدور الراسيات أمامهم   قباب بنوها لا تني أبداً تغلي
قوله تعالى: { فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً } فيه وجهان:

أحدهما: لطيفاً رقيقاً.

الثاني: كنّياه، قاله السدي وقيل إن كنية فرعون أبو مرة، وقيل أبو الوليد.

ويحتمل ثالثاً: أن يبدأه بالرغبة قبل الرهبة، ليلين بها فيتوطأ بعدها من رهبة ووعيد قال بعض المتصوفة: يا رب هذا رفقك لمن عاداك، فكيف رفقك بمن والاك؟

وقيل إن فرعون كان يحسن لموسى حين رباه، فأراد أن يجعل رفقه به مكافأة له حين عجز موسى عن مكافأته.