الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يٰمُوسَىٰ } * { قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَىٰ غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَىٰ } * { قَالَ أَلْقِهَا يٰمُوسَىٰ } * { فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَىٰ } * { قَالَ خُذْهَا وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا ٱلأُولَىٰ }

{ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى } ليس هذا سؤال استفهام، وإنما هو سؤال تقرير لئلاّ يدخل عليه ارتياب بعد انقلابها حيةٌ تسعى.

{ قَالَ هِيَ عَصَايَ } فتضمن جوابه أمرين:

أحدهما: الإِخبار بأنها عصا وهذا جواب كافٍ.

الثاني: إضافتها إلى ملكه، وهذه زيادة ذكرها ليكفي الجواب بما سئل عنه.

ثم أخبر عن حالها بما لم يُسأل عنه ليوضح شدة حاجته إليها واستعانته بها لئلا يكون عابئاً بحملها، فقال: { أَتَوكَّؤُاْ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَ عَلَى غَنَمِي } أي أخبط بها ورق الشجر لترعاه غنمي. قال الراجز:

أهش بالعصا على أغنامي   من ناعم الأراك والبشام.
وقرأ عكرمة " وأهس " بسين غير معجمة. وفي الهش والهس وجهان:

أحدهما: أنهما لغتان معناهما واحد.

والثاني: أن معناهما مختلف، فالهش بالمعجمة: خبط الشجر، والهس بغير إعجام زجر الغنم.

{ وَلِيَ فِيهَا مَئَارِبُ أُخْرَى } أي حاجات أخرى، فنص على اللازم وكنّى عن العارض، وفيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنه كان يطرد بها السباع، قاله مقاتل:

الثاني: أنه كان يَقْدَحُ بها النار، ويستخرج الماء بها.

الثالث: أنها كانت تضيء له بالليل، قاله الضحاك.