الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً } * { فَتَعَٰلَى ٱللَّهُ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَقُّ وَلاَ تَعْجَلْ بِٱلْقُرْءانِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }

قوله تعالى: { أوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: حذراً، قاله قتادة.

الثاني: شرفاً لإِيمانهم، قاله الضحاك.

الثالث: ذِكراً يعتبرون به.

قوله تعالى: {.... وَلاَ تَعْجَل بِالْقُرءَانِ } الآية. فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: لا تسأل إنزاله قبل أن يقضى، أي يأتيك وحيه.

الثاني: لا تلقه إلى الناس قبل أن يأتيك بيان تأويله، قاله عطية.

الثالث: لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبريل من إبلاغه، لأنه كان يعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبريل من إبلاغه خوف نسيانه، قاله الكلبي.

{ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً } يحتمل أربعة أوجه:

أحدها: زدني أدباً في دينك، لأن ما يحتاج إليه من علم دينه لنفسه أو لأمته لا يجوز أن يؤخره الله عنده حتى يلتمسه منه.

الثاني: زدني صبراً على طاعتك وجهاد أعدائك، لأن الصبر يسهل بوجود العلم.

الثالث: زدني علماً بقصص أنبيائك ومنازل أوليائك.

الرابع: زدني علماً بحال أمتي وما تكون عليه من بعدي.

ووجدت للكلبي جواباً.

الخامس: معناه: { وَقُل رَّبِّ زَدِنِي عِلْماً } لأنه كلما ازداد من نزول القرآن عليه ازداد علماً به.