الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً } * { يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً } * { وَعَنَتِ ٱلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ ٱلْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } * { وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً }

قوله عز وجل: { وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ } فيه خسمة أوجه:

أحدها: أي ذلت، قاله ابن عباس.

الثاني: خشعت، قاله مجاهد، والفرق بين الذل والخشوع- وإن تقارب معناهما- هو أنّ الذل أن يكون ذليل النفس، والخشوع: أن يتذلل لذي طاعة. قال أمية بن الصلت:

وعنا له وجهي وخلقي كله   في الساجدين لوجهه مشكورا
الثالث: عملت، قاله الكلبي.

الرابع: استسلمت، قاله عطية العوفي.

الخامس: أنه وضع الجبهة والأنف على الأرض في السجود، قاله طلق بن حبيب.

{ الْقَيُّومِ } فيها ثلاثة تأويلات:

أحدها: أنه القائم على كل نفس بما كسبت، قاله الحسن.

الثاني: القائم بتدبير الخلق.

الثالث: الدائم الذي لا يزول ولا يبيد.

{ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً } يعني شركاً.

قوله تعالى: { فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً } فيه وجهان:

أحدهما: فلا يخاف الظلم بالزيادة في سيئاته، ولا هضماً بالنقصان من حسناته، قاله ابن عباس، والحسن، وقتادة.

الثاني: لا يخاف ظلماً بأن لا يجزى بعمله، ولا هضماً بالانتقاص من حقه، قاله ابن زيد، والفرق بين الظلم والهضم أن الظلم المنع من الحق كله، [والهضم] المنع من بعضه، والهضم ظلم وإن افترقا من وجه، قال المتوكل الليثي:

إن الأذلة واللئام لمعشر   مولاهم المتهضم المظلوم