الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً } * { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً }

قوله عز وجل: { وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئَذٍ زُرْقاً } فيه ستة أقاويل:

أحدها: عُمياً، قاله الفراء.

الثاني: عطاشاً قد أزرقت عيونهم من شدة العطش، قاله الأزهري.

الثالث: تشويه خَلْقِهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم.

الرابع: أنه الطمع الكاذب إذ تعقبته الخيبة، وهو نوع من العذاب.

الخامس: أن المراد بالزرقة شخوص البصر من شدة الخوف، قال الشاعر:

لقد زرقت عيناك يا بن مكعبر   كما كل ضبي مِن اللؤم أزرق
قوله عز وجل: { يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ } أي يتسارُّون بينهم، من قوله تعالى:وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا } [الإسراء: 110] أي لا تُسرّ بها.

{ إن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً } العشر على طريق التقليل دون التحديد وفيه وجهان:

أحدهما: إن لبثتم في الدنيا إلا عشراً، لما شاهدوا من سرعة القيامة، قاله الحسن.

الثاني: إن لبثتم في قبوركم إلاّ عشراً لما ساواه من سرعة الجزاء.

قوله تعالى: { نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } يحتمل وجهين:

أحدهما: نحن أعلم بما يقولونه مما يتخافتون به بينهم.

الثاني: نحن أعلم بما يجري بينهم من القول في مدد ما لبثوا.

{ إذ يقول أمثلهم طريقةً } فيه وجهان:

أحدهما: أوفرهم عقلاً.

الثاني: أكبرهم سداداً.

{ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً } لأنه كان عنده أقصر زماناً وأقل لبثاً، ثم فيه وجهان:

أحدهما: لبثهم في الدنيا.

الثاني: لبثهم في القبور.