الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ ٱللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ }

قوله تعالى: { وَقَالُواْ: قُلُوبُنَا غُلْفٌ } فيه تأويلات:

أحدهما: يعني في أَغْطِيَةٍ وَأَكِنَّةٍ لا تفقه، وهذا قول ابن عباس، ومجاهد وقتادة، والسدي.

والثاني: يعني أوعية للعلم، وهذا قول عطية، ورواية الضحاك عن ابن عباس.

{ بَّل لَّعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ } وَاللَّعن: الطرد والإبعاد، ومنه قول الشماخ:

ذعرتُ به القطا ونفيتُ عنه   مقام الذئب ـ كالرجل ـ اللعين
ووجه الكلام: مقام الذئب اللعين كالرجل.

في قوله تعالى: { فَقَليلاً مَّا يُؤْمنُونَ } تأويلان:

أحدهما: معناه فقليل منهم من يؤمن، وهذا قول قتادة، لأن مَن آمن من أهل الشرك أكثر ممن آمن مِنْ أهل الكتاب.

والثاني: معناه فلا يؤمنون إلا بقليل مما في أيديهم، وهو مروي عن قتادة. ومعنى { مَا } هنا الصلة للتوكيد كما قال مهلهل:

لو بأبانين جاء يخطبها   خُضَّب ما أنف خاضب بدم