الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ ٱلطُّورَ خُذُواْ مَآ ءَاتَيْنَٰكُم بِقُوَّةٍ وَٱذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } * { ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ فَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُم مِّنَ ٱلْخَاسِرِينَ }

قوله تعالى: {.... وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ } وفي الطور ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه اسم الجبل، الذي كلم الله عليه موسى، وأنزلت عليه التوراة دون غيره، وهذه رواية ابن جريج عن ابن عباس.

والثاني: أن الطور ما أَنْبَتَ من الجبال خاصة، دون ما لم ينبت، وهذه رواية الضحاك عن ابن عباس.

والثالث: أن الطور اسم لكل جبل، وهو قول مجاهد، وقتادة، إلا أن مجاهداً قال: هو اسم كل جبل بالسريانية، وقال قتادة: بل هو اسم عربي، قال العجاج:

داني جناحيه من الطور فمر   تقضّي البازي إذا البازيُّ كر
قال مجاهد: رُفِعَ الجبل فوقهم كالظُّلة، فقيل: لتؤمِنُنَّ أو ليقعن عليكم، فآمنوا.

وفي قوله تعالى: { خُذُواْ مَا ءَآتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ } ثلاثة تأويلات:

أحدها: أن القوة الجِدّ والاجتهاد، وهو قول ابن عباس، وقتادة والسدي.

والثاني: يعني بطاعة الله تعالى، وهو قول أبي العالية، والربيع بن أنس.

والثالث: أنه العمل بما فيه، وهو قول مجاهد.